حبها للسفر أوصلها إلى خاطفيها!

فاطمة البسام

عمليات الخطف نشطت مؤخراً كمصدر رزق للخاطفين الذين يطالبون بفديات تصل الى أرقام خرافية، قبل أن يحصل التفاوض على خفض الفدية الى رقم معقول، فينال الخاطف ما يسر “جيبه”. إلاّ أن العصابات الخاطفة في الكثير من الأحيان تقع في شرك أعمالها، وتحط في شباك القوى الأمنية.

ولعل أبرز حالة اختطاف حدثت وكادت أن تؤدي إلى أزمة ديبلوماسية، عندما تعرض مواطن سعودي للخطف في منطقة بقاعية، على يد عصابة طالبت بفدية قدرها 400 ألف دولار، منذ أقل من سنة، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من تحريره.

تكررت المواقف نفسها على مختلف الأراضي والحدود اللبنانية، “خطف، ابتزاز وفدية”، ثلاثية باتت ترافق عمليات الخطف، وآخرها كان وقوع ابنة الـ 23 عاماً زهراء الشيخ علي، في شرك مافيات النصب والخطف التي تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حذرت منها الأجهزة الأمنية.

الشابة من والد سوري وأم لبنانية، رغبت في الهجرة إلى كندا لتحسين ظروف معيشتها ومعيشة إخوتها الذين تعيلهم. فبحثت في مواقع التواصل الاجتماعي عن السماسرة الذين يدّعون مساعدة اللاجئين السوريين خصوصاً للحصول على تأشيرة سفر أو أوراق هجرة، لكن سعيها أوصلها إلى الخطف منذ 15 كانون الثاني الجاري.

زهراء المقيمة في مسقط رأس والدتها البابلية قضاء صيدا مع أسرتها، كانت تعمل في محل لبيع الهواتف في بلدة الغسانية المجاورة.

تواصل موقع “لبنان الكبير”، مع والد الفتاة محمد الشيخ علي، الذي أشار الى أن ابنته تقدمت بطلب للهجرة إلى السفارة الكندية، لكنها تعرفت إلى شخص عبر “الفيسبوك” ادّعى قدرته على الاستحصال لها على قبول لطلبها مقابل 500 دولار أميركي. اتفقت زهراء معه على موعد في 15 الجاري في بيروت، وبعد أن ذهبت لمقابلته قرب أحد المجمعات التجارية في الحازمية، اختفى أثرها. لاحقاً، تواصل الخاطف مع والدها عبر الرسائل على “الواتس آب” طالباً دفع فدية تبلغ 100 ألف دولار مقابل الافراج عن ابنته، التي طلبت في إتصال هاتفي من والدها تأمين مبلغ 2000 دولار من أجل إطلاق سراحها.

تقدم الوالد ببلاغ عن عملية الخطف لدى كل من فصيلة عدلون ومكتب فرع المعلومات في النبطية وصيدا. وطوال الفترة الماضية، كان الخاطف يبتز العائلة ويهددها بنشر صور فاضحة لابنتها والتعدي عليها، الا أن العائلة لم تمتثل للإبتزاز وانتظرت تصرف القوى الأمنية. وفي آخر المستجدات، تواصل الخاطف مجدداً مع والد المخطوفة، وعرض عليه تأمين مبلغ 500 دولار مقابل الافراج عنها، مهدداً بالاعتداء عليها. وسارع الوالد أمس إلى إبلاغ مكتب المعلومات في صيدا بالتطورات، لافتاً الى أن القوى الأمنية طلبت منه التروي لأن “الشغلة بدها شوية وقت”، واطلاعها على كل المجريات والتطورات.

وعلم موقع “لبنان الكبير” من مصدر أمني تواصل معه، أن الملف قيد التحقيق ولا معطيات جديدة في الأمر.

وبحسب المصدر فان هذه الحالات كثرت منذ أكثر من عام، طالباً من الاعلام توعية الناس على الوقوع ضحية لهذه الأعمال. وذكر بأن مديرية قوى الأمن الداخلي تنشر التحذيرات والتنبيهات عبر صفحتها بصورة متكررة.

وأوضح أن معظم الخاطفين يتوجه بالضحية نحو الحدود اللبنانية – السورية، كون الاجراءات الأمنية شبه معدومة، ويبتز ذوي المختطف بفيديوهات وتسجيلات صوتية، مشدداً على ضرورة إعلام الأجهزة الأمنية بالأمر من أجل التنسيق معها، لأن الخاطف في أكثر الأحيان يتصيّد ضحية أخرى، “فهم جماعات محترفة”.

شارك المقال