“دانييلا” تخلي الساحة لـ “حيّان”

حسين زياد منصور

أهلاً وسهلاً بـ “حيّان” – “HAYAN”، المنخفض الجوي المزعوم. كثيرون لا يعتبرون أننا دخلنا موسم “الشتوية” بصورة جدية، ويعود ذلك الى نسبة الأمطار والثلوج في السنوات الماضية، لا سيما أن الامطار لا تزال دون معدلاتها الموسمية.

رحلت “دانييلا” وتركت الساحة اللبنانية لـ “حيّان”. “دانييلا” عاصفة ضربت لبنان خلال الأيام الماضية، شهد خلالها تساقط أمطار غزيرة وعنيفة في بعض الأحيان، الى جانب رياح شديدة مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة، رافقه تساقط الثلوج، وتشكل الجليد على الطرق الجبلية والداخلية.

اسم عربي

رئيس دائرة التوقعات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي المهندس عبد الرحمن زواوي يوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن الاسم “حيّان” اختارته المصلحة ووجدته مناسباً، وهو من خارج اللائحة المعدة لأسماء العواصف، وهذه اللائحة موضوعة منذ كانون الثاني 2015، وبدأت مع “زينة”.

ويشير الى أن الأسماء في اللائحة ليست جميعها للإناث، لكن الغالبية كذلك. ومن بين الأسماء “يوهان” و”كريم”، وهما اسمان للذكور، لكن اسم العاصفة يتناسب أكثر مع اسم انثى، بحسب زواوي.

ويشرح: “هذا منخفض جوي وليس عاصفة، ولا سرعة قوية للرياح فيه كما العواصف. هناك تساقط للثلوج على ارتفاعات منخفضة جداً تصل الى حدود 800 و900 متر خلال يومي لأربعاء والخميس وصولاً الى فجر الجمعة. الأرض بردت جداً مع العاصفة دانييلا”.

ويقول: “حيّان، اسم عربي والناس طالبت بوجود أسماء عربية ضمن الأسماء التي يتم اطلاقها على العواصف والمنخفضات مع العلم أن أسماء عربية وجدت في اللائحة مثل كريم ومريم”.

وكانت مصلحة الأرصاد الجوية أعلنت أن الحوض الشرقي للمتوسط يتأثر بمنخفض جوّي مصحوب بكتل هوائية قطبية المنشأ ومتمركز حالياً جنوب غرب تركيا، وأن المصلحة أطلقت عليه إسم “حيّان” – “HAYAN” و”يحمل معه أمطاراً غزيرة وعواصف رعدية ورياحاً شديدة، ويشتد تأثيره اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء، مع التدني الملموس في درجات الحرارة، بحيث من المتوقع أن تلامس الثلوج الـ 800 متر فجر الخميس خصوصاً في المناطق الشمالية. ويخف تأثيره اعتباراً من صباح يوم الجمعة، ويستقر تدريجياً يوم الأحد المقبل”.

حبات برد وثلوج

الأب إيلي خنيصر المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المناخ في بوسطن، أوضح أن منخفضين جوّيين متتاليين عبرا لبنان والمنطقة، وهطلت أمطار متوسطة تحولت الى غزيرة في بعض الأوقات مصحوبة بحبات البرد ساحلاً وجبلاً، وأن المنخفض الثالث يبدأ تأثيره على لبنان اعتباراً من مساء الأحد 28 كانون الثاني، ويشتد نشاط الأمطار يوم الاثنين بعد الظهر والمساء.

وشرح الأب خنيصر أن “أمطاراً غزيرة مع حبات البرَد ستضرب الجبال الغربية الوسطى، ومناطق الجنوب كلها، وسوف تسيطر الأجواء الباردة على الجبال فوق 900 متر طيلة الأسبوع المقبل وتكون الهطولات الثلجية متفاوتة بين منطقة وأخرى (بين الجبال الغربية الوسطى والشمالية)، وملحوظة في البقاع الذي ستنحسر فيه البرودة القطبية”.

أضاف: “من المنتظر أن تتشكل السيول ويرتفع مستوى المياه على الطرق ونتيجة الأمطار السابقة التي تساقطت على لبنان، قد تشهد مناطق عديدة انهيارات صخرية وانزلاقات في الاتربة والأراضي التي قد تقطع بعض الطرق، بسبب ما سيأتي من كمية أمطار في المنخفضَين القادمَين”.

مصلحة الأبحاث الزراعية

مصلحة الأبحاث الزراعية بدورها أعلنت عدم وجود منخفضات قوية تحمل الثلوج إنما ثلوج خفيفة تصل في حدها الأقصى إلى 1100متر، ولا وجود لرياح قوية ولا برودة غير طبيعية علماً أن درجات الحرارة لم تصل إلى نقطة الصفر في البقاع، وأن “حيّان” و”دانييلا” ليسا إلاّ “منخفض أقل من اعتيادي”. و”حيّان ” لم يجلب خلال الساعات الـ 24 المنصرمة سوى 18 ملمتراً والرياح لم تتخط 24.8 كلم/ساعة ودرجات الحرارة على ارتفاع 1000 متر لم تصل إلى درجة الصفر بل بقيت درجة واحدة فوق الصفر.

وأكدت المصلحة أن “لا داعي للهلع وللخوف فهما منخفضان أقل بكثير من اعتياديين ولا رابط بين زلزال تركيا الآن 5.1 درجة أو هزة في لبنان أو بالطقس فيه”.

شارك المقال