لماذا لا تقفل وزارة التربية مدارس الجنوب؟

محمد شمس الدين

على الرغم من كل التصعيد في الجنوب واشتداد وتيرة القصف الاسرائيلي، بالاضافة إلى غارات وهمية تروّع المواطنين والأطفال في المدارس، وآخرها كان امس فوق النبطية. وقد انتشر مقطع فيديو يظهر الذعر بين الأطفال في إحدى مدارس زبدين، فيما لم تتخذ وزارة التربية قراراً بإقفال المدارس والتوجه نحو التعليم عن بعد، وقد عزا البعض ذلك إلى رغبة المدارس الخاصة التي تخاف على أرباحها من هذا الاقفال.

بعيداً عن الأسباب خلف عدم إقفال المدارس، هناك شق نفسي للأمر من جهة تعرض الأطفال لهذا العنف والرعب، فماذا يقول علم النفس؟

البروفيسور في علم النفس التربوي د. رشا تدمري أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك تأثيراً على الأطفال ولكن فكرة أن نوقف التعليم وتحويله أونلاين بناء على احتمالات ليست مؤكدة كثيراً، ليس مناسباً أيضاً، لا سيما أن الأمر متفاوت بين منطقة وأخرى، وفكرة شعور الطفل أن هناك طفلاً آخر يذهب إلى مدرسته بصورة طبيعية ليس مريحاً بالنسبة إليه”.

ورأت تدمري أن ما يمكن القيام به هو “العمل على أن نشعر الطفل بالأمان ضمن المدرسة، إن كان في الصف أو في الملعب، ومن المفترض أن تكون هناك خطة طوارئ يتدرب فيها الأساتذة على كيفية إشباع حاجات الأطفال من جهة الأمان، وكيفية تهيئهم وتطمينهم ودعمهم نفسياً واجتماعياً، لنخفف قدر ما يمكننا من آثار أي صدمة، لا سيما أننا حتى لو أغلقنا المدارس على صعيد قرار الدولة، لا يمكننا اجبار الأهل العاملين على التوقف عن العمل، وبالتالي أين سيكون الأولاد في هذه الحالة؟ ولكن يمكن أن نفعّل أكثر التواصل مع الأشخاص الذين هم على تماس مباشر مع الأطفال، من أجل معرفة كيفية تقديم الدعم في الوقت المناسب”.

وأوضحت تدمري أن وزارة الصحة طلبت منهم كنقابة الأطباء النفسيين تقديم مشروع خطة طوارئ، وحسب علمها طلب من كل الوزارات تقديم مشاريع مشابهة على المستويات كافة ويجري تجميع الداتا.

وعما بعد نهاية الحرب، قالت تدمري: “مثل كل أزمة الخطوة الأولى والصوت الأول سيكونان للمجتمع المدني، ومن بعدها ستحاول الدولة اللحاق به”.

إذاً، قد يكون لاغلاق المدارس تأثير أيضاً على الأطفال، ولكن الكثيرين يرون أن عدم اتخاذ القرار ليس أساسه التفكير في الصحة النفسية لهم، إنما على خلفية مصالح بعض المدارس الخاصة، لا سيما في ظل غياب خطة عمل واضحة من وزارة التربية، تضع صحة الأطفال أولوية.

شارك المقال