استثناءات لطلاب الجنوب في الشهادات الرسمية!

فاطمة البسام

في كل “المعمعة” التي يعيشها الشعب اللبناني، والأجواء الضبابية التي تطغى على الجو العام، يبقى مصير الطلاب معلقاً، خصوصاً طلاب الشهادات الرسمية، بين الشائعات والأوضاع الأمنية الراهنة.

منذ بداية العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان، انقسم الطلاب، جزء نزح قسراً مع ذويه نحو مناطق آمنة، وجزء بقي صامداً في رقعة الاشتباكات، وآخر لم يتأثر بالحرب على الاطلاق كحال طلاب المدن.

خمسة أشهر مرّت على الحرب، والكثير من خطط وزارة التربية ومقرراتها، لا نعلم حتى اليوم إن كانت صائبة أم لا. تعليم عن بُعد، مدارس بديلة، توزيع أجهزة الكترونية، بدل مواصلات للأساتذة، زيارة من الوزير للطلاب “الصامدين”، لكن ما حال الشهادات الرسمية، في حين لم يحظَ كل الطلاب بتعليم متكافئ؟

جواب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، كان واضحاً، أنه لن يلغي الامتحانات الرسمية، وسيبحث في الأسابيع المقبلة عن مخرج خاص بتلامذة الجنوب.

تؤكد المعلمة زينب خليل التي تدرّس في مدرسة المنصوري الرسمية، في الجنوب، لموقع “لبنان الكبير”، أنهم يتعاطفون جداً مع الطلاب، خصوصاً في الحالة النفسية التي يمرّون بها نتيجة القصف، “ففي الكثير من الأحيان نتوقف عن الشرح بسبب حالة الهلع التي تسيطر على الطلاب نتيجة أصوات المدافع والصواريخ”.

وتضيف: “في أكثر الأوقات ننهي الدوام قبل موعده أيضاً، لأن الأهل يأتون ليأخذوا أولادهم بسبب تأزم الوضع”.

أما بخصوص المنهج، فتشير خليل، التي تعلّم طلاب الصف التاسع (بريفيه)، الى أنها تركّز على الأهم، وتختصر الكثير من المعلومات، لا سيما أن ليس كل التلاميذ يحضرون إلى الصف بسبب الخوف.

وتوضح أن الأساتذة والمعلمات أيضاً يمرّون بوضع نفسي صعب، ولافتة الى أنها انهارت في الصف عندما علمت أن قذيفة سقطت بالقرب من منزل ذويها، وعندها لم تتمكن من استكمال الشرح، فكيف يمكن للطالب أن يركّز؟

أمّا بخصوص التعلّم عن بعد، والمدارس البديلة، فتقول خليل: “النتائج مزرية، إذا الطالب بالصف ما ركّز، بدو يركز مع تلفون؟ لا شيء يمكنه أن يحل مكان التعليم الحضوري، خصوصاً أننا لا نمتلك الأسلوب ولا الامكانات من أجل إنجاح الأمر”.

والمدارس البديلة، لم يستطع كل التلاميذ الالتحاق بها، بسبب بعد المسافة، الوضع الأمني والنزوح القسري المستمر.

وتعتبر خليل أن “ليس من العدل إجراء إمتحانات رسمية، لأن معظم الطلاب لم يتعلم شيئاً”، مشددة على أنها تتعاطف معهم، “لأن طلاب هذه المرحلة مرّوا بأصعب المراحل التعليمية في السنوات الأخيرة، فترة الحجر، والتعليم عن بعد والاضرابات، واليوم يعيشون الحرب، فمن المنصف إجراء بعض الاستثناءات هذا العام أيضاً”.

وكان الحلبي أكد بالنسبة الى مصير الشهادات الرسمية لطلاب الجنوب، “أننا سنأخذ في الحسبان الضغط النفسي والخوف الذي يعيشه الطلاب والأساتذة والأهالي الذين يمرّون بظروف لا تسمح بالتعامل معهم وفقاً للمعايير الطبيعية، لذلك ندرس الموضوع جدياً لمعاملتهم بصورة استثنائيّة، لكي لا نحرمهم من الامتحانات ولا نظلمهم بامتحانات عادية كما باقي المناطق”، مرجحاً أن تُقام دورة استثنائية خاصة بطلاب الجنوب للشهادة الثانوية بكل فروعها.

وجدد مصدر في الوزارة التأكيد لموقع “لبنان الكبير”، أن هناك تدابير خاصة لطلاب الجنوب، لكن لا تفاصيل حول الخطة التي سيعتمدها الوزير، قائلاً: “كل يوم هناك معطيات جديدة متعلقة بالملف التربوي، وبإنتظار تبلور الفكرة”.

وإلى حين وضوح الرؤية وإصدار القرار “المناسب”، على الطلاب الانتظار!

شارك المقال