بين اسعاف بليدا والمنصوري عقدان… المراكز الصحية هدف للعدو؟

فاطمة البسام

ليل أول من أمس، أضاءت صواريخ العدو الاسرائيلي سماء بلدة بليدا الجنوبية، في استهداف ليس الأول من نوعه، بعد اتساع رقعة الحرب لتشمل بيوتاً وأهدافاً مدنية، آخرها كانت الغارة التي حصدت روح كل من الطفلة أمل الدر، وزهراء سلمان، وطالت حيّاً سكنياً في بلدة مجدل زون في القطاع الأوسط.

لم يهدأ بال الاسرائيلي فكرر المشهد نفسه، بعد 28 عاماً، اذ ذكرنا الركام الذي مزّق اسعاف “الهيئة الصحية الاسلامية” في بليدا، بالمجزرة التي هزّت المجتمع الدولي، وتعرف باسم “مجزرة اسعاف المنصوري”، التي ارتكبها العدو بتاريخ 13 نيسان 1996.

عند حوالي الساعة 9 مساءً، شنّت الطائرات الحربية عدّة غارات، استهدفت 4 منازل، ومركزاً للهيئة الصحية، التي تقدّم خدمات تطوعية في عدد من المناطق.

مشهد الدمار كان ضخماً، يشبه الدمار الذي تخلّفه نوبات جنون العدو، الباحث عن “أهداف عسكرية”. فكانت الحصيلة 4 قتلى، حتى الآن، عنصر منهم نعاه “حزب الله”. فما كانت أهداف الاسرائيلي آنذاك عندما فجّر سيارة للإسعاف على طريق عام المنصوري، وقتل 6 أرواح، معظمهم أطفال؟ الرواية نفسها يرددها، بحثاً عن أهداف لـ “حزب الله”.

وأوضح مصدر من الهيئة الصحية، لموقع “لبنان الكبير” أن “الاستهداف الذي وقع في بلدة بليدا على المركز ليس الأول من نوعه، بل حصل إستهداف مباشر في بلدة حانين الجنوبية. كما تعرضت المراكز وسيارات الاسعاف، لعدّة إعتداءات غير مباشرة، بهدف التخويف، أو منع العناصر من القيام بمهامهم”.

ومن بين جملة الاعتداءات، تعرض أيضاً إسعاف “الرسالة”، لاعتداء مباشر في بلدة شاحين، أوقع ضحايا. وافتتحت الهيئة مركزاً آخر لها في بليدا بعد الاعتداء الذي حصل، لأن الجبهة في المنطقة الجنوبية مشتعلة، ولا يمكن تركها من دون إسناد صحي، بحسب المصدر.

وفي اتصال مع رئيس بلدية بليدا حسان حجازي، أجراه “لبنان الكبير”، أشار إلى أن البلدة تتعرض كل يوم للقصف من طائرات حربية، أو حتى مسيرات. وأثناء تشييع ضحايا الهيئة الصحية تعرّض موكب المارة لرشق من الرصاص من بعض المستوطنات القريبة، بهدف بث الذعر بين المشيعين.

وأكد حجازي أن حجم الدمار كبير جداً، من بيوت ومحال تجارية، ويمكن القول ان أكثر من 40 بيتاً دمروا بالكامل، وحوالي 200 بيت دمرت بصورة جزئية، وطبعاً هذا الرقم غير نهائي لأن الحرب لم تتوقف بعد.

وذكر بأن هناك عدداً من سكان البلدة اختار الصمود بسبب رزقه الذي يعتمدون عليه من الأرض والماشية، أما الجزء الأكبر من أبناء بليدا فنزح بحثاً عن الأمان.

وعن وحشية العدو في الاستهدافات، قال: “إن الإسرائيلي لا يفرّق بين العسكر والمدنيين، لا في هذه الحرب، ولا في الحروب السابقة”. واستذكر حجازي المجازر التي قام بها الاسرائيلي، ومنها مجزرة المنصوري التي حصلت قبل عقدين من الزمن بحق مدنيين وأطفال، كانوا يستقلون سيارة اسعاف مستغلين فترة وقف إطلاق النار لينجوا بحياتهم، لكن بعضهم لم ينجُ.

في كل مرّة عوّدنا العدو أنه يضع قواعد للاشتباك، كي لا نميّز بين الآمن والخطر، عسى أن لا تصبح المراكز الصحية هدفاً جديداً له!

شارك المقال