25 ألف نازح جنوبي في 5 أشهر… ومراكز الايواء تحتاج الى دعم

فاطمة البسام

ساءت الأوضاع الاقتصادية والأمنية أكثر من قبل في معظم القرى الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد النازحين من المناطق الحدودية، من 11 ألف نازح قبل ثلاثة أشهر، إلى 25 ألفاً و694 نازحاً، بحسب احصاءات هيئة إدارة الكوارث في صور، التي أبلغتها لموقع “لبنان الكبير”.

واقتربت المجازر المدنية أكثر وأكثر، إلى قرى كانت تصنّف آمنة، مثل النبطية، كفرا، وغيرها من القرى التي قصفت لأوّل مرّة منذ إنتهاء حرب تموز عام 2006.

وحصدت الغارات مساء أول من أمس، ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في بلدة حولا الجنوبية، وهي المجزرة الثانية، التي يفصلها عن الأولى ما يقارب 75 عاماً، وتعود الذاكرة بالجنوبيين إلى كل المجازر التي ارتكبت بحقهم قبل التحرير وبعده، نادبين الأرض التي لم تعرف معنى السلام.

970 شخصاً، أي حوالي 270 عائلة، توزعوا على مراكز الإيواء الخمسة في قضاء صور، بحسب ما أوضح المكتب الاعلامي لإدارة هيئة الكوارث لـ “لبنان الكبير”، وأن معظم النازحين لم يكونوا مسجلين في لوائح الهيئة التي تقدّم مساعدات، إلاّ أنه بعد تأزم الأوضاع، وكثرة أيام الحرب، اضطر الكثير من العوائل إلى طلب العون، من طبابة، أدوية وحتى غذاء.

نظرة على مراكز الإيواء

يشير مدير وحدة إدارة الكوارث في صور، مرتضى مهنا، لموقع “لبنان الكبير”، الى أن نسبة النزوح ارتفعت بوتيرة متوسطة مع التصعيد العسكري الذي حصل، إلا أن ما تحتاجه مراكز الإيواء، هو كلفة تشغيلية من أجل تلبية حاجات النازحين قسراً الذين ارتفع عددهم.

ويعدّد بعض هذه الاحتياجات، التي لا تقتصر على المأكل والمشرب فحسب، فهذه المراكز بحاجة إلى مادة المازوت، من أجل تشغيل مولدات الكهرباء على سبيل المثال، لا الحصر، لافتاً إلى نقطة مهمة، وهي دور المتطوعين الذين يقدمون خدماتهم بصورة مجانيّة، ومعظمهم فقد عمله، ولم يتطرّق أحد من المعنيين إلى هذا الجانب.

وبما أن شهر رمضان أصبح قريباً، فالمراكز بحاجة إلى دعم أكثر، وأهمها الدعم الغذائي، من أجل تقديم وجبات الافطار والسحور، وهذا ما يسعى مهنا إلى تأمينه من خلال المنظمات الدولية.

أمّا مجلس الجنوب فيقدّم حصصاً غذائية بهدف توزيعها على العائلات النازحة خارج مراكز الإيواء، عبر إدارة الكوارث. وتقدم المواد التنظيفية، عدّة جمعيات من أجل توزيعها داخل المركز.

وبالنسبة الى الموضوع التربوي فهو منسق مع وزارة التربية، اذ تسجل كل الطلاب في المراكز في مدارس بديلة قريبة من مراكز الإيواء، وتغطي منظمة “اليونسيف” نفقات بدل النقل (20$ شهرياً لكل طالب)، وطلاب التعليم عن بُعد تغطيهم منظمة World Vision والحركة الاجتماعية، من خلال تأمين قرطاسية وTaplets للطلاب.

ومن الناحية الصحية، تغطي Mobile Clinics إحتياجات اللاجئين داخل المراكز وخارجها، بالتنسيق من منظمة UNHCR.

ويشدد مهنا على أن ما يحتاج إليه النازحون في الوقت الحالي بسبب توقف أشغالهم، هو سيولة، من أجل تيسير أوضاعهم.

ومع إقتراب شهر رمضان، تكثر النشاطات والمبادرات الاجتماعية في هذا الوقت من كلّ سنة، إلاّ أنها ستكون موجهة نحو العوائل النازحة وليس المتعففة فقط، بحسب ما يقول لـ “لبنان الكبير” أحد الأشخاص الذين سيقومون بمبادرة لتوزيع الطعام هذا العام.

وتؤكد سيدة نازحة (تفضل عدم ذكر اسمها) إلى بلدة معروب، أنها تحصل على العديد من المساعدات، الطبية، الغذائية وحتى المالية، مشيرة الى أن البلدية وزعت في بداية الحرب أغطية، وفرشاً لكل العوائل التي نزحت، بالاضافة إلى الدفايات.

كما يجري إعفاؤهم من فاتورة إشتراك الكهرباء. وعلى الرغم من كل المساعدات التي يحصلون عليها، إلاّ أن لا أحد يتمنى أن يترك منزله، بحسب ما تقول السيدة.

شارك المقال