بعد استهداف البقاع… فرق الانقاذ جاهزة للاغاثة و”باللحم الحي”!

راما الجراح

يترنح لبنان على جبهة الحرب، وقد انتقل القصف من جنوبه الى بقاعه حين شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على بعلبك ومحيطها على مدى يومين استهدفت فيها عدة مواقع مختلفة ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى، وكانت قصفت المدينة منذ أسابيع لأول مرة منذ العام ٢٠٠٦. والأخطر في احتمالات الحرب المفتوحة بين “حزب الله” وإسرائيل أن لبنان المُثقل بأزماته لا يمكن أن يحتمل تداعيات أي حرب جديدة.

فرق الاسعاف وحدها في الميدان من أجهزة الاغاثة كافة لنقل المصابين، وإطفاء الحرائق، وانتشال الذين لا يزالون تحت الانقاض، ولكن في حال توسعت الحرب، هل تسمح الامكانات المادية واللوجيستية بصمود هؤلاء؟

الاستجابة الفورية لحظة الاستهداف أظهرت عدم وجود مشكلة لجهة نقل الجرحى والمصابين حتى الآن، وهذا ما أكده رئيس مركز بعلبك للصليب الأحمر رامي فيتروني لـ “لبنان الكبير”، مشيراً إلى أن “الصليب الأحمر موجود في كل المواقع منذ لحظة استهدافها ويعمل على المساعدة في الإنقاذ ورفع الأنقاض واسعاف المصابين في الغارات التي شنتها إسرائيل على بعلبك ومحيطها”.

وأوضح أن “هناك مركزين للصليب الأحمر في المنطقة، في بعلبك والهرمل، ويمكنهما تغطية هذه المنطقة بصورة كاملة، وكل مركز مجهز بـ ٧ سيارات، كل منها تحمل ٣ مسعفين، وأعداد المتطوعين يتخطى الـ ٤٠ تقريباً، والعدد كافٍ للمنطقة، وفي حال استمر القصف ودخلنا في حالة حرب شاملة يمكن أن لا نستطيع تحريك عجلة سيارة إسعاف واحدة، كما حصل معنا في حرب تموز عام ٢٠٠٦. وفي كل الأحوال هناك تعاون دائم مع أجهزة الإغاثة من كل الجهات في حالات الطوارئ”.

“كشاف الرسالة” في جهوزية تامة من سيارات ومتطوعين لمواجهة حالات الطوارئ على مساحة كل البقاع في حال استمر القصف في العمق اللبناني بالتعاون مع فرق الإنقاذ في المنطقة، بحسب مسؤول المنطقة الأولى في الكشاف محمد فوعاني، الذي أكد عبر “لبنان الكبير” أن “سيارات الاسعاف مجهزة بصورة كاملة، وتتناسب مع الأوضاع الصعبة التي نعيشها، حتى أن هناك سيارات يمكننا فيها إجراء عمليات بسيطة”.

وقال: “نتواجد في كل مواقع القصف، ونقدم كل ما يمكن المساعدة به من الناحية الاسعافية أو الانعاش حتى باب المستشفى، ونساهم في عمليات الإنقاذ من تحت الركام. من خلال الغارات الني شنت على بعلبك ومحيطها، إصابات الجرحى تتراوح بين طفيفة ومتوسطة، وسقط عدد من الشهداء في الغارات الأخيرة، وعموماً المواقع المستهدفة غير مأهولة بالسكان”.

بالنسبة الى الدفاع المدني، أكد أحد المتطوعين الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن “الدفاع المدني يمكنه المساعدة بالامكانات المحدودة، وغالبية الآليات مجهزة ولكن ليست حديثة. المتطوعون يبذلون جهدهم في كل عمل طارئ وفي كل المهمات التي توكل إليهم، ولكنهم بحاجة إلى دعم وتمويل لتغيير الآليات واستحداثها حتى يستطيع هذا الجهاز إسعاف أكبر عدد من الاصابات بطريقة أسرع وأسهل”.

ولفت عبر “لبنان الكبير” الى أن “هذا الجهاز درّب عدداً كبيراً من الشباب على الانقاذ والاسعاف وحتى الاطفاء، وأصبح لدينا كادر كبير، وهناك تعاون دائم بين كل أجهزة الاغاثة لاتمام العمليات بطريقة ناجحة، فالصليب الأحمر المستحيب الأول للمرضى وحالة الاغماء، ولكنه لا يملك الأدوات اللازمة لإنقاذ مصاب من داخل سيارة، ولا فرق متخصصة في الغطس في حالة الغرق، أو تخصص الحبال في حال الوقوع في وادي وغيره، هذه كلها مهام الدفاع المدني، وبين فترة وأخرى هناك جهات تقوم بمساعدتنا في تأهيل الآليات، وتعبئة الأوكسجين في سيارات الاسعاف وغيرها لنستطيع الاستمرار، وفي حال تمددت الحرب يمكننا بالتعاون مع فرق الإنقاذ الموجودة في المنطقة وباللحم الحي تغطية المواقع المستهدفة واسعاف كل الجرحى والمصابين”.

شارك المقال