فيروس “B19” يتسبب بإقفال مدارس… سريع الانتشار والأطفال أكثر تأثراً

راما الجراح

بصورة مفاجئة ومن دون أي مقدمات، أقفلت ثلاث مدارس خاصة في البقاع الأوسط أبوابها منذ خمسة أيام بعد انتشار فيروس “الخد المصفوع” أو ما يسمى بـ “Parvovirus B19” بطريقة سريعة وكبيرة بين طلابها وتحديداً الذين تتراوح أعمارهم بين ٥ و ١٥ سنة. والمفاجأة الكبرى أنّ هذه المدارس لم تبلّغ الدوائر المعنية في مصلحة الصحة في البقاع بتفشي أي فيروس، لذلك تعمل هذه الدوائر اليوم على جمع لوائح من المدارس المعنية بالغياب المدرسي، والحصول على معطيات علمية متمثلة في فحص مخبري يشخّص الحالة، ليبنى على الشيء مقتضاه على أسس علمية، في حال الحاجة الى ذلك.

كما هو معلوم، فصل الشتاء هو موسم الفيروسات وتناقل العدوى، ولا سيما في المدارس كبيئة ملائمة، ما أدى إلى حرمان الطلاب والطواقم التعليمية من الدوام في البقاع، حيث عمدت المدارس إلى إطالة عطلة عيد المعلم الى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع، لاحتوائه والحدّ من تفشّيه بين التلامذة. ومن البقاع إلى بيروت والمناطق اللبنانية كافة، هناك مخاوف كثيرة من انتشار العدوى، خصوصاً بعد تدوال معلومات حول انتقاله إلى مدارس العاصمة حيث سجلت في إحدى المدارس الخاصة حالتان لطالبين في مرحلة الروضة، وحالة في مدرسة ثانية لطالب في الصف الخامس ابتدائي، لكن إدارات هذه المدارس لم تتخذ قراراً بإغلاقها. فما هو هذا الفيروس؟ وما هي مخاطره؟

فيروس الكريات الحمر الرئيسية الصغير، يُشار إليه باسم (Parvovirus B19)‏، وهو أول فيروس بشري معروف (والوحيد حتى ٢٠٠٥) من فصيلة الفيروسات الصغيرة، ويبلغ قطره ٢٣-٢٦ نانومتر فقط. ويشتهر الفيروس بتأثيره على الأطفال بصورة كبيرة، كما يعتبر السبب التقليدي لطفح الطفولة المسمى بالمرض الخامس أو الحمى العدوائية أو “متلازمة الخد المصفوع”، ويمكن أن يؤثر على البالغين أيضاً ولكن بعوارض مختلفة.

العدوى

ينتشر الفيروس عن طريق الرذاذ التنفسي للمصاب، ويبلغ خطر الاصابة الثانوية للأشخاص المعرضين للفيروس داخل المنزل حوالي ٥٠٪، ونحو نصف هذه النسبة للمخالطين في الفصول الدراسية. تبدأ الأعراض بعد ستة أيام من التعرض للفيروس وتستمر حوالي أسبوع. ينقل المرضى ذوو المناعة الطبيعية العدوى قبل أن تظهر عليهم الأعراض.

وللاستيضاح أكثر عن هذا الفيروس المنتشر في البقاع تحديداً، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي عبر “لبنان الكبير” أن “لا أسباب محددة تساعد على انتشار هذا الفيروس، إنما تعتبر الاصابة به أمراً طبيعياً وهو كغيره من الفيروسات الموسمية، وليس خطيراً على صحة الانسان، ويعالج في المنزل ولكن انتشاره سريع جداً”.

وأشار الى أن هذا الفيروس “يتفشى في المدارس ودور الحضانة لأنه يصيب الأطفال عادة بين عمر الخامسة والخامسة عشرة، وقد يصيب الكبار وأيضاً المعروف عنه أنه يصيب الحيوانات خصوصاً القطط والكلاب، لكنه لا ينتقل من الحيوان إلى الانسان ولا يصيبه بأي عوارض، حتى عوارضه عند الحيوان لا تشبه العوارض التي تصيب الانسان”.

وبالنسبة الى الأعراض، أوضح عراجي أنها “شبيهة بالانفلونزا، مثل الحمى، اضطراب المعدة، الصداع، سيلان الأنف، بالاضافة إلى طفح جلدي يمكن أن يظهر بعد عدة أيام من بدء الأعراض المبكرة على الوجه ومنطقة الفخذين وقد يمتد إلى كل الجسم ويثير الشعور بالحكة”، لافتاً إلى أن “العوارض تختلف عند البالغين، وتأتي الاصابة على شكل ألم حاد في المفاصل، كاليدين، المعصمين، الركبتين والكاحلين، وقد يستمر لأسابيع”.

قد يتسبب هذا الفيروس في حالات نادرة في الاصابة بفقر الدم، ولا يحتاج إلى علاج خاص، وعلى الشخص المصاب التزام غرفته وعدم الاختلاط حتى الشفاء التام، كما أن على الأهل عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة في هذه الحالة الطارئة، وحسناً فعلت المدارس عندما أقفلت أبوابها لتستطيع احتواءه، وعلى الجميع أخذ الحيطة والحذر من العدوى من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية، بحسب عراجي.

شارك المقال