في البقاع… يسرقون البيوت بوجود أصحابها

راما الجراح

فَقَدَ حسين مولد المياه من حديقته، وبعد يومين لم يجد عصام عدة الزراعة خاصته، وبمرور أسبوع بكى أولاد الحي على دراجاتهم الهوائية التي اختفت، حتى وصلت الأمور إلى دخول غرفة نوم أحدهم بقصد السرقة. خلال أسبوع واحد أكثر من ٤ محاولات سرقة في بلدة بقاعية واحدة، ولم يستطع أي شخص من الأهالي رؤية وجه السارق ولكنهم أجمعوا على أنه “طويل ونحيف”.

وفي تفاصيل الحادثة، سمع أهالي الحي صراخ إمرأة، حين دخل السارق إلى غرفة نومها فيما كانت تحتسي القهوة مع جارتها في غرفة أخرى بعد الافطار، ولحسن الحظ لم يؤذهما. وعندما حاول الهرب صرخت المرأة “حرامي”، وأطلق الجيران الرصاص في الهواء لإخافته، وتجمع الأهالي، وبدأوا برواية عدة حوادث سرقة حصلت في شارعهم في هذه الفترة أيضاً، ما يعني أن السارق لم يوفر أحداً، ويتنقل من شارع إلى آخر “مرتاحاً”.

لسوء الحظ، لم يستطع أحد التعرف على السارق أو تمييزه بأي علامة في وجهه، ولكن الجميع أجمعوا على أن قامته طويلة وجسمه نحيف جداً، وكان يرتدي قبعة فلم يتمكنوا حتى من تمييز شعره. أين القوى الأمنية من كل هذا؟ مصدر أمني أكد لموقع “لبنان الكبير” أن القوى الأمنية لا يمكن أن تتحرى عن السارق أو توقفه في حال لم يتقدم أي شخص بدعوى، أو لم يكن هناك أي مشتبه به في الحادثة.

وأشار الى “أننا لم نلمس أي تراجع في دعاوى السرقات، نقوم بصورة يومية بإحضار مشتبه بهم، وتصلنا شكاوى كثيرة عن سرقة منازل وسيارات ودراجات نارية، ومنذ العام ٢٠١٩ غالبية الملفات التي يتم التحقيق فيها هي السرقة، ودائماً هناك شركاء لبنانيون وسوريون في التخطيط للعملية، ونحاول جاهدين إيقاف الفاعلين في كل الملفات التي نتسلمها بناء على إشارة القاضي المختص”.

وبحسب الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين فقد سجّلت المؤشرات الأمنيّة لدى المقارنة بين العامين ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ انخفاضاً في جرائم السرقات عموماً. وأوضح عبر “لبنان الكبير” أن عدد السيارات المسروقة بلغ ١٠١٣ عام ٢٠٢٢ مقابل ١٠٠٠ سيارة عام ٢٠٢٣ أي تقريباً النسب لم تتغير، فيما انخفضت السرقات إلى ٣١٥٢ سرقة مقابل ٤٧٦٨ عام ٢٠٢٢.

وفي السياق، قال صاحب “بورة” في البقاع: “الأدوات المسروقة معروفة مثل أغطية الصرف الصحي، الأسلاك الكهربائية، وحتى قطع السيارات، وهنا غالبية البور لا تشتري هذه الأدوات من السارق (الذي يدّعي أنه صاحبها)، ومَن يجرؤ على شرائها يمكن أن يلاحق فوراً بعد فسدية ما أو يقوم بببيعها لبورة كبيرة ويربح منها”.

شارك المقال