صيدا… المدينة الرمضانية الأولى في لبنان

حسين زياد منصور

الجميع يتحدث عن أجواء رمضان، التي أصبحت ساحة للتنافس بين الأحياء والمناطق والمدن اللبنانية، الا أن مدينة صيدا، تبقى وباعتراف الكثيرين الى جانب أجوائها وما تقدمه، المدينة الرمضانية الرقم واحد.

صيدا مدينة جميلة وتاريخية، ولا يمكن نكران ذلك، فهي بوابة الجنوب وقبلة مهمة للسياح في مختلف أوقات السنة. الا أن الأجواء الرمضانية فيها مميزة، وأصبحت مقصداً لكل اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والمذاهب.

الأجواء وبحسب مشاهداتنا كانت أكثر من رائعة، فالروح ارتدت الى المدينة والى أبنائها مع بداية الشهر الفضيل، واختلطت الأجواء التراثية والتاريخية بالدينية على وقع المدائح والأناشيد.

وتجدر الاشارة الى أن البلدية وعدداً من الجمعيات تعاونوا وكان لهم دور أساسي في إظهار جمال صيدا، بحسب مصادر صيداوية مطلعة، قالت في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “الى جانب تميز صيدا بتراثها وتقاليدها وأنواع العمارة الأثرية، فان الزينة والألوان والفعاليات والبرامج، من موالد وأمسيات، لعبت دوراً مهماً في جعلها المدينة الرمضانية الأولى، أي أن العوامل تكاملت مع بعضها البعض”.

وأشارت الى “أننا شهدنا العديد من المبادرات إن كان من البلدية أو تلك الفردية والجماعية للتزيين وإضفاء الجمال والبهجة، لأننا في حالة حرب في الجنوب واخوتنا مهجرون من أراضيهم، والعدوان المستمر على الجنوب وغزة، لكن علينا في الوقت نفسه أن نحتفل بقدوم الشهر الفضيل”.

فعاليات

وعن الفعاليات، أكدت المصادر أنها متنوعة، وجميعها كانت ولا تزال رائعة، وعملت على جذب الناس اليها، “فالمعارض الفنية لها ناسها، والثقافية لها ناسها أيضاً، من دون نسيان الموالد والأناشيد”.

ورأت أن “على المعنيين والمسؤولين متابعة أوضاع صيدا أكثر فأكثر، ويجب أكثر الاضاءة على معالمها كقصر دبانة والحمام الجديد وخان الافرنج وغيرها، واظهار بقية المواقع الجميلة فيها”، موضحة أن صيدا وأجواءها ليست فقط عند نقطة باب السراي الشهيرة، فهناك العديد من الأماكن التي تستحق أيضاً.

ومن ضمن الأمسيات التي حصلت، كان الفنانون يوجهون تحية الى فلسطين والفلسطينيين والجنوب الصامد وأهله.

أهالي صيدا

التقينا عدداً من أهالي مدينة صيدا وتحدثنا إليهم عن الأجواء الرمضانية، وأكدوا أنه على الرغم من ظروف البلاد اقتصادياً والحرب الدائرة، الا أن صيدا لا تزال المدينة الرمضانية الأولى، بأجوائها وناسها وفرحها وعطرها.

وقال أحد الأهالي لموقع “لبنان الكبير”: “عندما تكون صيدا بخير وتسيطر عليها البهجة، تكون الأجواء في المناطق المجاورة أيضاً رائعة، ومرتاحة، اذ يتم قصدها من باقي مناطق الجنوب والقرى المحيطة بالمدينة، من دون نسيان أبناء الشوف وخصوصاً إقليم الخروب”.

ولفت الى أن الأجواء منذ بداية شهر رمضان المبارك، أكثر من رائعة، وأجمل من السنة التي قبلها، فمشاهد الاحتفالات والحفاظ على التقاليد الرمضانية واحيائها من جديد تجذب الناس أكثر فأكثر، والفرح الموجود يطمئنهم.

أجواء دينية

واعتبر أحد الصيداويين أيضاً في حديثه مع “لبنان الكبير” أن ما جذب الناس الى المدينة حفاظها مع أبنائها على التقاليد الدينية، والدليل الازدحام في جميع المساجد، منذ العشاء وطوال الليل، حتى الفجر. من دون أن ننسى المسيرات التي تحصل في الشوارع، والأناشيد، والموالد، واحياء ليلة القدر، والليالي العشر، وصولاً الى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل والاحتفال بالعيد والأجواء التي تسبقه. رمضان في صيدا غير”.

شارك المقال