“تَكّ ديجنتير” المرج… شوارع مظلمة وسرقات وحالة طوارئ

راما الجراح

يتحول بعض أحياء بلدة المرج في البقاع الغربي كل يوم إلى شوارع مظلمة في ساعات المساء الأولى، بعدما تنقطع عنها الكهرباء بسبب الضغط الكبير عليها و”بتك الديجنتير”! لم تواجه البلدة من قبل مثل هذه المشكلة، لا مع البلدية ولا مع شركة كهرباء زحلة التي تؤمن الكهرباء ٢٤/٢٤، فما سبب هذا الضغط المفاجئ الذي يتسبب في هذه العتمة الموحشة في ظل تزايد السرقات في منطقة البقاع في الآونة الأخيرة؟

يتذمر الأهالي من هذا الوضع، ويناشد بعضهم البلدية ملاحقة كل المتعدين على الشبكة وإجراء المطلوب بحقهم، وخصوصاً أن الخطوط الكهربائية أيضاً تتعرض بصورة مستمرة الى عملية السرقة في البقاع ككل.

وكان رئيس بلدية المرج منور جراح أرسل كتاباً رسمياً إلى شركة كهرباء زحلة للاطلاع على تفاصيل الموضوع ومعالجته، كما طلب المساعدة من أمن الدولة، وأكد عبر “لبنان الكبير” أنه يعمل على الموضوع كحالة طارئة وضرورية، وهناك تعدٍ على كابلات كهرباء البلدية وكهرباء زحلة، التي تقوم بقطع الكهرباء عن البيت المتعدي وإجباره على دفع غرامة مالية.

وقال: “لا نسمح بهذه التصرفات، أساساً هذه السرقات تضر بالبلدية وتكبدها مصاريف أكثر بالنسبة الى الكهرباء، ونحن نتابع الموضوع بدقة وهناك أحياء تفصل الكهرباء عنها بسبب عدم تحمل الديجنتير هذا الضغط الكبير ما يتسبب في إطفاء الأنوار. ونتمنى على الناس أن تتحمل حتى إصلاح الموضوع بصورة جذرية”.

هناك حوالي ٢٠٠ منزل في البلدة تسرق من كابلات البلدية معظمها من وجهاء العائلات والطبقة البرجوازية بحسب مصدر مطلع على الموضوع، وأكد عبر “لبنان الكبير” أن “البلدية تدفع حوالي ٣ مليارات شهرياً ثمن الكهرباء، وإذا قامت بنزع التعديات فإن الكلفة ستنخفض بنسبة الثلث أي بمقدار مليار شهرياً. فيما البلدية عاجزة عن ترقيع الحفر في الطرق وتقديم أي خدمة بسيطة لضيق وضعها المادي”.

معظم الأهالي بات على علم بسرقة المال العام “على عينك يا تاجر”، ولكن الأخطر هو التغاضي عن السارق، لذلك المطلوب من البلدية وشركة كهرباء زحلة تكليف جهة فنية مختصة تحديد المعتدين بالأسماء ، وازالة المخالفات، وسطر محاضر ضبط بغرامات مرتفعة، وإنذار المخالفين في حال تكرار الاعتداءات وإحالتهم على الجهات القضائية المعنية، وعدم مراعاة أحد مهما علا كعبه وإنتماؤه.

شارك المقال