بمبادرات فردية ومساعدة متطوعين… صيدا تؤمن مأوى للكلاب الشاردة

فاطمة البسام

قبل شهرين ضجّت وسائل التواصل بمقطع فيديو لطفل يهاجمه كلب شارد في مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، وما لبث أن فارق الحياة. هذه الحادثة طرحت الكثير من علامات الاستفهام، كونها ليست الأولى خصوصاً في القرى الجنوبية، ففي كل فترة ينتشر خبر حول مهاجمة الكلاب الشاردة للمواطنين، وتنتهي الحلول بوضع مواد سامة لها من أفراد أو بلديات، أو بإطلاق النار عليها.

غالباً تستنكر جمعيات الرفق بالحيوان هذه الأفعال التي تعتبرها غير إنسانية، ويصل الأمر إلى حدّ الدعاوى القضائية، ولكن من دون حلول جذرية للمشكلة التي تحتاج إلى الوعي أكثر من التمويل المادي.

وفي خطوة لافتة، أعلن رئيس بلدية صيدا حازم بديع، أن البلدية تمكنت بالتعاون مع متطوعين ومتطوعات من إيجاد حل نهائي لموضوع الكلاب الشاردة في المدينة، وتأمين أماكن مناسبة لإيوائها تداركاً لأي أذى محتمل للمواطنين، وأيضاً حماية للحيوان من أية حوادث صدم أو غيرها، ولا سيما في أماكن ومرافق ومساحات عامة.

هذه الخطوة جاءت بعد مناشدات عديدة من أهالي صيدا، وأوضح بديع أن البلدية وضعت هذا الملف على سكة الحل منذ نحو 6 أشهر وكانت سباقة في هذا المجال وتم التنفيذ على مرحلتين: المرحلة الأولى بدأ العمل فيها أواخر شهر أيلول 2023 من خلال السماح لمجموعة متطوعات ومتطوعين من المهتمين بمعالجة موضوع الكلاب الشاردة في محيط مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية، بإنشاء حظيرة للكلاب داخل حرم مجمع صيدون للآليات التابع لبلدية صيدا، التي إشترطت حصر هذه الكلاب في الحظيرة والعناية بها وإجراء عمليات إخصاء للحد من تكاثرها.

وفي حديث مع الناشطتين من جمعية Paws for a Cause، إسراء عقيل ولوسيا البابا، أكدتا لموقع “لبنان الكبير”، أن المشروع بدأ بمبادرات فردية من عدّة أشخاص من أبناء صيدا، وتم دمجها بمشروع يشبه الجمعية من أجل تنظيم العمل بين الأفراد وتوزيع الأدوار.

وبحسب البابا، موافقة البلدية استغرقت 4 أشهر، ومن بعدها بدؤوا بتسييج الملجأ، مشيرة إلى أنهم لا يتلقون أي تبرعات، بل يموّلون المشروع من جيبهم الخاص.

أما عقيل فتحدثت عن التهديدات التي تلقوها بقتل الكلاب أو تسميمها قبل وضعها في الملجأ، وعن الانتقادات لأنهم يهتمون بالكلاب بدلاً من الفقراء، لافتة إلى أن الناس لا يمتلكون ثقافة الرأفة بالحيوانات، لذلك يجدون الأمر غريباً بعض الشيء.

وناشدت الناشطتان كل محبي الكلاب والحيوانات القيام بخطوات مماثلة، من أجل سلامة الحيوان والانسان.

شارك المقال