موسم الأعياد الأسوأ منذ ٤٠ سنة… والحركة التجارية خجولة

فاطمة البسام

منذ بدء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان قبل سنوات، تشكل فترة الأعياد حالة من التحدي للتجار نسبة الى الظروف القائمة جميعها من دون استثناء.

ويظهر هذا التحدي أكثر وضوحاً في فترة الأعياد، فيحاول التاجر اصطياد الزبائن كي يستفيد من الموسم، فكيف إذا تزامنت الأعياد هذه المرّة مع الحرب الموسّعة التي بدأت في الجنوب منذ 6 أشهر؟

تتفاوت حركة الناس في السوق من منطقة إلى أخرى، لكنها غير معدومة بحسب تصريحات تجار لموقع “لبنان الكبير”، خصوصاً أن معظم المحال فتح أبوابه بعد فترة الافطار ما أنعش الحركة نوعاً ما.

يشير صاحب متجر لبيع الألبسة في محلّة البربير لموقع “لبنان الكبير”، الى أن حركة السوق ضعيفة جداً مقارنة بالعام الفائت، ففي هذا الوقت، البربير من الأسواق التي تزدهر جداً.

ويضيف: “لولا السوريين كنّا بعنا علكة”، ما يعني أن اللاجئين السوريين هم من يشترون من المتاجر، ويكتفي اللبناني بالسؤال عن الأسعار ثم ينصرف، على الرغم من أن الأسعار مقبولة وغير مبالغ فيها، إلاّ أن كل الظروف أثّرت على قدرته الشرائية، وكذلك إرتفاع الخوف من الوضع الأمني غير المفهوم.

وبحسب صاحب المتجر، لم يسلموا هذا الموسم بضائع بالجملة لتجار القرى الحدودية، ما قلّص من نطاق عملهم.

صاحبة متجر للألبسة في منطقة حارة حريك تختلف في الرأي مع صاحب المتجر في البربير، وتعتبر أن إقبال الناس على الشراء جيّد جداً خصوصاً في “عجقة العيد”، وأنهم في هذه المنطقة غير متأثرين بالوضع الأمني والاقتصادي بصورة كلّية، لا سيما أن سكان هذه المناطق ميسورون مادياً.

يرى رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، أن الحركة التجارية لم تقلع بعد كما يجب، ولا تزال خجولة، مقارنة بالعام الماضي.

ويقول شماس لموقع “لبنان الكبير”: “الحركة التجارية تحسنت في العام السابق ووصلت إلى معدل 70%، لكنها انتكست مع بداية معركة طوفان الأقصى. كل العالم ناطرة شو بدو يصير، ولا يقتصر الأمر على القدرة الشرائية فقط”.

أمّا مؤشر الحركة التجارية فلا يعتمد على حركة الناس في الأسواق وحسب، بل على كمية المبيعات أيضاً، بحسب شماس، ومن الطبيعي أن تختلف هذه النسب من منطقة إلى أخرى.

وفي فترتي الميلاد والفصح، المغتربون هم من حرّكوا الأسواق وليس السكان المحليين، وهذا ما يتمناه شماس في عيد الفطر، قائلاً: “لو ما المغتربين كانت كارثة”.

رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني وصف موسم الأعياد هذا العام بأنه “أسوأ موسم منذ ٤٠ سنة”، مشيراً الى أن الأسواق فارغة من السياح وحتى من المغتربين، والسبب يعود إلى الأوضاع في الجنوب فضلاً عن الركود والجمود نتيجة الأزمة الاقتصادية بحيث تراجعت نسبة المبيعات ٨٠%.

شارك المقال