صيدليات الجنوب تفتقر الى وسائل للصمود

فاطمة البسام

كلما تمعنّا في نتائج الحرب اللائحة تطول. فالحرب ليست عسكرية فقط، وطرق النجاة لا تختصر بتفادي الصواريخ والقذائف الاسرائيلية التي تنهمر منذ ستة أشهر، ويمكن القول ان المناطق التي تقع بعد قضاء صور تعيش الاشتباكات بكل حذافيرها كون الرصاصة الأولى أطلقت من جنوب لبنان، وسمّيت باسمها “حرب الحدود” أو “الحرب في الجنوب”.

مع ارتفاع حدّة الاعتداءات وتوسعها، باتت سبل الصمود تتقلص شيئاً فشيئاً، فمن كان لا يخاف الطائرة الحربية وبقي في منزله، بدأ يخشى على حياته بسبب إختفاء الدكاكين، ومحال اللحوم والدجاج وحتى الأدوية، فلا أحد يمكنه الصمود على “بعل”.

أما قطاع الدواء، فهو واحد من قطاعات كثيرة تأثرت من التصعيد على الحدود الجنوبية لبلاد أنهكتها الأزمة الاقتصادية المتواصلة منذ سنوات. وجاء التوتر مع إسرائيل ليضاعف معاناتها، وسط حركة شبه مشلولة على الشريط الحدودي جنوبي لبنان، ومن رفض النزوح من القرى الأمامية يخشى طول أمد التوترات وتأثيراتها الثقيلة على مظاهر الحياة كافة.

مندوب لتوزيع الأدوية في الجنوب، يشير لموقع “لبنان الكبير”، الى أنهم توقفوا عن توزيع الأدوية في المنطقة الحدودية منذ بداية إندلاع الحرب. فشركات الأدوية قسّمت المناطق بحسب درجات الخطر (منطقة أولى، منطقة ثانية، ومنطقة ثالثة).

ويوضح “أننا نسلّم الأدوية ضمن منطقة وسطية آمنة، أو يأتي الزبون إلى الشركة، وأبعد منطقة نصل إليها هي عيتا الجبل، وفي القطاع الغربي نصل إلى بلدة القليلة، أمّا في القطاع الشرقي فالأمر محسوم لا نسلّم أدوية هناك”.

ويؤكد أن “الأدوية ليست مفقودة، إلاّ أن هناك صعوبة في إيصالها بلا مجازفة. وإذا أردت أن أوصل طلبيات الأدوية إلى مكانها على عاتقي الخاص، فلا يمكنني أن أجبر سائق الشركة على ذلك”.

وبين تسليم الأدوية والحفاظ على حياته، يختار المندوب حياته من دون أي شك.

نقص الأدوية طال أيضاً المستشفيات، بحسب مدير مستشفى مرجعيون، الدكتور مؤنس كلاكش، بسبب إمتناع شركات الأدوية عن توصيل المطلوب، فيذهب عامل من المستشفى إلى صيدا أو بيروت من أجل تأمين النواقص.

وفي ظل توسع الحرب، حتى هذه المناطق لم تعد آمنة، فحتماً العامل “يحط دمّه على كفّه”.

ويلفت كلاكش الى أنه يتابع المخازن، “ما أن يصل مخزونها إلى الـ 30%، نؤمن النواقص”.

وبين الأدوية والمعدات الطبية، الأدوية هي من ضمن النواقص بكل أنواعها، مثل مضادات الإلتهابات، المسكنات وغيرها.

أما نقيب الصيادلة جو سلّوم فيناشد عبر موقع “لبنان الكبير”، الدولة إيجاد حلول لتوصيل الأدوية، قائلاً: “قبل أن تعلن الجهات المعنية جاهزيتها للحرب، من الأجدى كان أن تؤمن وسائل لصمود الصيدليات”.

كما توجه سلّوم بالتحية الى كل الصيادلة، “لأن عملهم أصبح إنسانياً وشبه تطوّعي، بسبب قلّة نسبة الأرباح، فالصيدلي أصبح يذهب لشراء الدواء من ربحه الخاص”.

واعتبر أن شركات التوزيع لديها أعذارها المحقّة، فلا يمكنها تعريض حياة موظفيها للخطر، ولا يمكن للنقابة أن تصدر أي قرار بهذا الشأن في ظل الأجواء المشحونة.

شارك المقال