fbpx

الحرب تعيد الحياة الى شارع الحمرا… وتنعشه

فاطمة البسام
شارع الحمرا
تابعنا على الواتساب

“أن يصبح شارع الحمرا طريق بيتي الذي نزحت إليه، شيء لم أتخيّله أبداً، فهذا الشارع بالنسبة لي يدل على الفرح، لا أعلم كيف احتضن معاناة كلّ من لجأوا إليه في الأيام القليلة الماضية؟”، تقول زينة لموقع “لبنان الكبير”، مشيرة الى أن الحمرا كانت وجهتها الأولى بعد أوامر المتحدّث باسم العدو الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، بإخلاء حيّها في منطقة الضاحية الجنوبية مساء الجمعة الماضي.

وتضيف: “الحمرا قلبها كبير بيساع الكلّ على الرغم من جشع أصحاب الفنادق، والشقق”، فالفندق الذي كانت ليلته لا تتجاوز الـ40 دولاراً، أصبحت تقارب الـ100 دولار ونيّف، ومع ذلك، لا وجود لغرفة شاغرة.

وتوضح زينة أن بدل موقف السيارات الذي كان بين 200 و300 ألف ليرة خلال ساعات النهار، أصبح اليوم لا يقل عن 500 ألف، “بأيام السلم ما بتلاقي محل تصف بالحمرا، كيف هلّق؟”، فعشرات السيارات احتلت الأرصفة، والطرق، وأي زاوية تصلح أن تكون “صفّة للسيارة”.

وبعد أن كان شارع الحمرا يكتظ بالمتسولين اضافة الى السيّاح العراقيين، تحوّل اليوم إلى حيّ شعبي يضج بالنازحين الذين نزحوا نحو المطاعم والمقاهي والمحال التجارية التي كانت تعاني من بعض الخمول، فأعادوا إليها الحياة.

صاحب متجر لبيع الألبسة، يؤكد لموقع “لبنان الكبير”، أن حركة المبيعات كانت جيّدة في اليومين الماضيين، فكل الذين نزحوا بحاجة الى شراء حاجياتهم التي تركوها في منازلهم قسراً، لافتاً الى أن بعض المتاجر استغلّ هذا الأمر برفع أسعاره، وتخلّص من بضائعه القديمة، أمّا البعض الآخر فحافظ على أسعاره أو خفّضها بهدف مساعدة الناس.

وللتعاونيات والمتاجر الغذائية حصّة كبرى، فهي تكاد لا تخلو من الزبائن ليل نهار خارجين منها بربطات الخبز وغالونات المياه خوفاً من انقطاعها، حتى اعتمد بعض الدكاكين أسلوب تحديد عدد السلع الأساسية التي يمكن أن يشتريها الشخص الواحد، منعاً لإحتكارها أو تخزينها كما جرت العادة في الأزمات.

وفي جولة سريعة على المتاجر الغذائية، يلاحظ أن أسعار البضائع تتفاوت بين متجر وآخر، فمثلاً ربطة الخبز في بعض الدكاكين تباع بـ 80 ألفاً، علماً أن سعرها في الأفران هو 60 ألفاً. كما أن الألبان والأجبان “عليها طلب كثير”، فمعظم العائلات يعتمد عليها، خصوصاً إذا كان لديه عدد من الأطفال، فسندويش اللبنة يمكن أن تسد جوعهم وهي أرخص من غيرها.

أمّا المطاعم والمقاهي، فقد حافظت على أسعارها، والكثير منها انتعش، وتحديداً المطاعم والمقاهي الشعبية التي تقع في محيط الفنادق، وأصبحت مقصداً ومتنفساً للنازحين الذي يبحثون عن فنجان قهوة ونفس أركيلة بسعر مقبول.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال